الصداع النصفي والذي يُسمى أيضاً بالشقيقة هو أحد أنواع الصداع الذي يتسبب في ألماً في جانب واحداً من الرأس، وقد يكون في صورة نوبات من الألم النابض، وقد يصل الألم في بعض الأحيان إلى حد التأثير على قدرة بعض المرضى على ممارسة حياتهم بصورة طبيعية، فما هي أسباب هذا النوع من الصداع، وما هي طرق علاج الصداع النصفي؟

سنتعرف في هذا المقال على أهم المعلومات عن الصداع النصفي، وأهم أعراضه وأسبابه، وطرق علاجه.

ما هو الصداع النصفي؟

الصداع النصفي ( Migraine ) أو الشقيقة هو حالة مرضية مُزمنة تُسبب ألماً نابضاً غالباً ما يكون في أحد جانبي الوجه، ويكون مصحوباً بحساسية زائدة للضوء والصوت، كما يكون مصحوباً أحياناً بالغثيان والقيء، وقد تستمر نوبات الصداع النصفي لساعات تصل أحياناً لأيام، وهو ما يؤثر على جودة حياة المرضى، وقدرتهم على ممارسة حياتهم بشكلٍ طبيعي.

ما هي اسباب الصداع النصفي وعلاجه؟

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالصداع النصفي من أهمها:

العوامل الوراثية:

قد يكون بعض الأشخاص أكثر عُرضة من غيرهم للإصابة بالصداع النصفي نتيجة لوجود بعض العوامل الوراثية.

بعض العوامل البيئية:

قد تكون بعض المُثيرات البيئية سباباً للإصابة بالصداع النصفي مثل:

  • تغيرات الطقس مثل الضغط الجوي، وتغير درجات الحرارة والرطوبة العالية.
  • التعرض للأضواء الساطعة. 
  • التعرض لبعض الروائح مثل دخان السجائر أو العطور. 

التغيرات الهرمونية:

التغيرات الهرمونية وخاصةً في السيدات مثل التي تحدث أثناء الدورة الشهرية، أو خلال فترات الحمل والرضاعة، أو فترات انقطاع الطمث قد تؤدي إلى زيادة فرصة الإصابة بالصداع النصفي.

تناول بعض المأكولات والمشروبات:

قد يؤدي تناول بعض المأكولات أو المشروبات إلى الإصابة بالصداع النصفي عند بعض الأشخاص، مثل الشيكولاته، والكافيين والجبن، كما قد يؤدي بعض تجاوز بعض الوجبات أو الجوع إلى الإصابة بالصداع النصفي.

الإجهاد البدني:

الإجهاد البدني الزائد أو التوتر العصبي أحد أسباب الصداع النصفي.

تناول بعض الأدوية:

تناول بعض الأدوية منها الأدوية الهرمونية مثل حبوب منع الحمل، كما قد يكون الصداع النصفي أحد الآثار الجانبية لتناول بعض الأدوية.

النوم غير المنتظم:

النوم غير المنتظم أو عدم الحصول على فترات كافية من النوم أحد الأسباب التي تؤدي إلى الصداع النصفي.

هناك العديد من اسباب الصداع النصفي وعلاجه يعتمد بشكلٍ كبير على تحديد سبب الإصابة.

ما هي أعراض الصداع النصفي؟

الصداع النصفي هو أحد أنواع الصداع المزمن، والذي قد تختلف أعراضه قليلاً من شخص لآخر، وتظهر أعراض الصداع النصفي في صورة:

  1. ألماً شديد: يُسبب الصداع النصفي ألماً نابضاً غالباً ما يكون في جانب واحد من الرأس لكن قد يحدث في الجانبين عند بعض المرضى، وقد يكون الألم شديداً بشكلٍ يُعيق بعض الأشخاص من ممارسة حياتهم بصورة طبيعية. 
  2. الشعور بالغثيان والقيء: يُسبب الصداع النصفي الشعور بالغثيان والقيء أثناء نوبات الصداع. 
  3. الحساسية الشديدة للضوء والصوت: أثناء نوبات الصداع النصفي؛ تزيد حساسية المريض للضوء الساطع والصوت العالي. 
  4. الدوخة والدوار: قد يُصاحب نوبات الصداع النصفي الدوخة والدوار أو الإرهاق والتعب، إضافةً إلى صعوبة التركيز. 

قد تسبق نوبة الصداع النصفي ما يُسمى بالأورة ( Aura ) أو بعض الأعراض البصرية وتشكل رؤية وميض أن نقاط أو خطوط ضبابية، أو أعراض أعراض حسية وتشمل التنميل والخدر، وأحياناً صعوبة في النطق أو فهم الكلمات.

ما هي طرق علاج الصداع النصفي؟

يعتمد علاج الصداع النصفي على تحديد سبب الإصابة، ويهدف علاج الصداع النصفي إلى السيطرة على الأعراض ومنع تكرارها في المستقبل، لذا قد ينقسم العلاج إلى أدوية لتخفيف الألم، وأدوية للوقاية لمنع النوبات،

وفيما يلي أهم طرق علاج الصداع النصفي بالأدوية:

مسكنات الألم:

تُستخدم مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين أو الأسبرين في المراحل المبكرة من الصداع النصفي لتخفيف الألم، حيث تعمل هذه الأدوية بشكلٍ أفضل عند تناولها مع بداية ظهور أعراض الصداع النصفي.

وتُستخدم هذه الأدوية دون وصفة طبية، لكن قد يُسبب استخدامها المُستمر لفترات طويلة نزيفاً نتيجة للإصابة بالقرحة المعدية، أو قد تُسبب صداعاً نتيجة لكثرة استخدامها.

الأدوية الخاصة بنوبات الصداع النصفي:

مثل التريبتان أو السوماتريبتان وهي أدوية تُستخدم وفقاً لوصفة طبية، وتُستخدم في صورة حبوب أو بخاخات أو حقن، وتساعد في تخفيف ألم الصداع النصفي والأعراض الأخرى المُصاحبة له من خلال غلق مسارات الألم في الدماغ. ولا يُنصح باستخدام هذه الأدوية في الأشخاص الأكثر عُرضة للنوبات القلبية أو السكتات الدماغية.

وهناك عدة أنواع من الأدوية الخاصة بنوبات الصداع النصفي، تساعد في تخفيف الألم، كما أن هناك بعض الأدوية التي يتم استخدامها في نوبات الصداع النصفي المصحوب بأورة أو الصداع النصفي الذي يستمر لمدة 24 ساعة.

أدوية الوقاية من الصداع النصفي:

جزء من علاج الصداع النصفي هو الوقاية منه، وهناك بعض الأدوية التي تُستخدم في الوقاية من الصداع النصفي قد ينصح الطبيب باستخدامها من أهمها:

  • الأدوية المضادة للاكتئاب. 
  • بعض الأدوية المُستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم. 
  • الأدوية المستخدمة في علاج بعض النوبات المرضية. 

حقن البوتكس للصداع النصفي:

تُعد حقن البوتكس أحد طرق علاج الصداع النصفي، فقد وُجد أن استخدامها قد يُساعد في الوقاية من نوبات الصداع النصفي، ويتم تكرار استخدامها كل 12 أسبوع.

علاج الصداع النصفي بالتردد الحراري:

التردد الحراري أحد أحدث الطرق المُستخدمة في علاج الصداع النصفي الايسر والأيمن، وهي من الطرق الفعالة في التخلص من الألم ولا سيما ألم الصداع النصفي.

ويعتمد استخدام التردد الحراري على استخدام الطاقة الحرارية في إضعاف أو قتل الأعصاب الحسية المسؤولة عن إشارات الألم.

خطوات علاج الصداع النصفي بالتردد الحراري:

تتم عملية علاج الصداع النصفي الايسر والأيمن بالتردد الحراري من خلال عدة خطوات بسيطة وهي:

  1. يستخدم الطبيب التخدير الموضعي. 
  2. يتم إدخال إبرة صغيرة يتم إلى موضع الألم حتى الوصول إلى الضفيرة العصبية المسئولة عن إرسال إشارات الألم، وذلك بإرشاد الأشعة. 
  3. يتم رفع درجة حرارة الإبرة خلال توصيلها بجهاز التردد الحراري. 
  4. تعمل الحرارة على إضعاف الأعصاب المسؤولة عن إرسال إشارات الألم إلى الدماغ. 

ويُعد التردد الحراري من أفضل طرق علاج الصداع النصفي التي يُفضلها عدد كبير من المرضى، نتيجة لأنها تقنية غير جراحية، ولا تستغرق وقتاً طويلاً لإجراء العملية، كما أنها لا تحتاج إلى وقت طويل للتعافي، وتمتد نتائجها لفترات طويلة تصل إلى شهور.

أهم الأسئلة عن علاج الصداع النصفي:

ما هي محفزات الصداع النصفي؟

هناك عدد من المحفزات التي قد تُسبب الصداع النصفي من أهمها:

  • تغيرات المناخ مثل الحرارة أو البرودة والضغط الجوي. 
  • الإجهاد البدني الشديد. 
  • النوم غير المنتظم أو النوم لفترات غير كافية. 
  • تناول بعض المشروبات والمأكولات. 
  • التغيرات الهرمونية عند السيدات. 

كيف يمكن الوقاية من الصداع النصفي؟

هناك بعض النصائح التي يوصي بها الدكتور خالد حربيافضل دكتور علاج الألم في مصر – للوقاية من الصداع النصفي، وفيما يلي أهم هذه النصائح:

  • تجنب التعرض للإرهاق والتعب. 
  • احرص على تناول كميات كافية من الماء. 
  • احرص على تقليل التعرض للتوتر والضغط النفسي. 
  • احرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم لفترات مُتصلة. 
  • احرص على تناول وجبات منتظمة طوال اليوم لتقليل الشعور بالجوع أو انخفاض مستويات السكر. 
  • احرص على ممارسة أنشطة رياضية بانتظام لتقليل التوتر والضغط النفسي. 
  • تجنب الإفراط في تناول الأطعمة والمشروبات التي تُحفز نوبات الصداع النصفي مثل الكافيين والشيكولاته. 

كم نسبة نجاح التردد الحراري في علاج الصداع النصفي؟

تصل نسبة نجاح التردد الحراري في علاج الصداع النصفي 95 – 100% وهي نسبة مُرتفعة، لكنها تعتمد على كفاءة الطبيب واتباع تعليمات ما بعد العملية.